اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 128
جهود واضحة في هذا المجال فمن جهاده للنصارى قدومه بنفسه إلى الأندلس سنة 591هـ، ومواجهة النصارى في عدة مواقع ثم هزيمته للفرنج في معركة الآراك التي شبهها بعض المؤرخين بمعركة الزلاقة لقوتها وأهميتها وأثرها في إعادة هيبة المسلمين في الأندلس، ثم ما تلاها من غزوات قام بها – رحمه الله – سنة 592هـ قال صاحب البيان المغرب عن أثر بعض جهود المنصور في نشر الإسلام بالأندلس: .. واصطكت في هذه الحصون المذكورة دعوة الإسلام، وتقوضت في أسبوع واحد ملة الكفر بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام [1] ولذلك لما رأى فرنج الأندلس تقدم أبي يوسف واكتساحه لكثير من حصونهم وعدم توانيه في ذلك كفوا أذاهم عن المسلمين، بل طلبوا الصلح على ما اشترطه أبو يوسف [2]، ولشعوره – رحمه الله بحال المسلمين في الأندلس في مقابل النصارى، وخشيته على الأندلس من زحفهم عليها، وحرصه على مجاهدتهم فيها أوصى من بعده في مرض وفاته بالاهتمام بذلك وإبلائه القدر الأكبر من العناية، فكان من قوله: .. أوصيكم بالأيتام واليتيمة: الأندلس، والأيتام: هم المسلمون فيها مقابل النصارى وكانت وفاته – رحمه الله – في مراكش سنة 595هـ [3].
وهكذا كان لبعض الولاة والقادة في غرب الدولة الإسلامية دور مهم في الحفاظ على الكيان الإسلامي وتوحيد كلمة المسلمين هناك، ودعم المسلمين في الأندلس وإيقاف زحف النصارى عليها إضافة إلى جهودهم غير المباشرة والمتمثلة في التمكين للعلماء ونشر العلم، ولا يخفى أثر ذلك في نجاح الجهود الدعوية بشكل عام، ومنها الجهود الموجهة إلى النصارى [4]. [1] دعوة المسلمين للنصارى (1/ 391). [2] المصدر نفسه (1/ 391). [3] المصدر نفسه (1/ 392). [4] المصدر نفسه (1/ 392) نقلاً عن دعوة المسلمين للنصارى.
اسم الکتاب : الإستراتيجية الشاملة لمناصرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 128