اسم الکتاب : الاستعمار في العصر الحديث ودوافعه الدينية المؤلف : السقار، منقذ بن محمود الجزء : 1 صفحة : 17
إدارية (من المستعمر) تنقل الموظفين المسلمين إلى الشمال المسلم، كما منعوا وصول التجار المسلمين إلى الجنوب، وشجعوا اللغة الإنجليزية على حساب العربية.
وتنفيذاً لهذا كله قامت الكنيسة بفصل أسقفية الجنوب عن مصر وشمال السودان في عام 1345هـ، وألحقت بهذه الأسقفية الجديدة (أسقفية أعالي النيل) كنيسة أوغندا، ورسم أول أسقف سوداني في الجنوب عام 1955م، وهو الأسقف دانيال ينج. (1)
وفي مصر تحولت الإرساليات التبشرية عن العمل في كثلكة الأرثوذكس إلى تنصير المسلمين بعد وصول القوات البريطانية عام 1300هـ، وفي عام 1320هـ (1902م) أجاز المؤتمر العام للكنيسة المسيحية بمصر مشروع تنصير المسلمين، وقد أكد مؤتمر القاهرة 1324هـ على " أن الهدف الأساسي للإرسالية في مصر هو إقامة كنيسة وطنية من المسلمين المتنصرين " وقد أصبحت هذه السياسة أكثر وقاحة بعد القضاء على الثورة 1339هـ، ويؤكد المبشر مارسون التابع للكنيسة البريطانية (1346هـ) هذا الاتجاه ويبين أن سببه فشو الإسلام بين الأقباط، فيقول: " تؤكد الاحصائيات حتى في هذه السنين بأن الذين يتحولون من الكنيسة القبطية للإسلام لايقلون عن خمسمائة قبطي سنوياً ". (2)
وفي سوريا بدأ التبشير خارج إطار النصارى بعد دخول الاحتلال الفرنسي، حيث دخل الفرنسيون إلى جبال العلويين، واستكتبوا رجلاً يدعى محمد تامر زعم أن قبائل العلويين من أحفاد الصليبيين، وقد تنصرت اثنتان وعشرون أسرة (قرابة 80 شخصاً)، وعمدوا في جنينة (حديقة) رسلان في أغسطس عام 1930م.
ثم ذهب الأب شانتور رئيس الجامعة الأمريكية بعد ذلك بشهرين مع خمسة من المبشرين، وأسسوا ثلاث مراكز للتبشير في المنطقة. وكانت فرنسا والولايات المتحدة قد وقعتا في عام 1924م اتفاقاً يسهل عمل المؤسسات التبشيرية ويمنع تقييد عملها في المناطق المحتلة من قبل فرنسا. (3)
(1) انظر: ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي، إبراهيم عكاشة، ص (130 - 154)، التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (238 - 240).
(2) انظر: ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي، إبراهيم عكاشة، ص (101 - 105، 115).
(3) انظر: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، مصطفى خالدي وعمر فروخ، ص (54 - 57).
اسم الکتاب : الاستعمار في العصر الحديث ودوافعه الدينية المؤلف : السقار، منقذ بن محمود الجزء : 1 صفحة : 17