responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول) المؤلف : محمود محمد غريب    الجزء : 1  صفحة : 55
فالكلام من قوله تعالى " قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ "
هو آخر ما نزل في قصة أمرأة العزيز.لتبعث يوم القيامة إماماً للتائبات. لقد غيرها الإيمان بيوسف، وزاد قربها من الحق أنه لم يذكر مرادوتها له عندما أرسل للملك ليسأل. وذكر مراودة بقية النساء الآتي قطعن أيديهن " قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) " 50 يوسف
حفظت له رغبته في سترها. أما نساء المدينة فشهادتهن بلغة الدبلوماسية المعاصرة. فعندما سألهن الملك: قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء " ولم يذكرن مراودة امرأة العزيز له مع أنها أعلنت هذا صراحة في خطبتها عندما فضحها نساء المدينة " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30).
وكان ردها عليهن بعد أن قطعن أيديهن من جمال يوسف.
{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)}

فشهادة النسوة " قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ " وهذا سكوت عن موقفها، وإخفاء أيضا لما علمن به من موقف يوسف وعفافه، لأن عدم علمهن عنه السوء ليس علماً بالعدم.
لذلك لم تقبل هي شهادتهن، وأعلنت الحق في المشهد الأخير من قصتها
" الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ".
وأسدل الستار عليها وهي تقود مسيرة التائبات إلى الله.

اسم الکتاب : مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول) المؤلف : محمود محمد غريب    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست