اسم الکتاب : وسطية الإسلام وسماحته المؤلف : الصالح، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 35
وأما في جانب الفكر فإن الوسطية فيه من خصائص الإسلام، لأننا نعلم أن الشريعة اليهودية كان فيها طابع مادي، والشريعة النصرانية فيها طابع روحي، وجاء الإسلام وسطاً يأخذ من جانب المادة ويأخذ من جانب الروح ويوازن بينهما، ومن هنا كانت هذه الوسطية التي ضاعفت علاقة الدين بالدنيا، والدنيا بالآخرة والروح بالمادة، والذات بالموضوع، فصاغ هذه المنظومة الإسلامية التي هي الوسطية، فيفهم من الوسطية أن الإسلام جمع بين الحسنيين، لأنه ليس شريعة روحية يقيمها الإنسان منعزلاً عن الدنيا مثل الرهبنة فالراهب النصراني يستطيع أن يقيم المسيحية بعيداً عن العالم، بلا دولة بلا مجتمع بلا مدينة وبلا حضارة بينما الإسلام دين الجماعة لا يقام ولا يكتمل إلا في أمة ووطن فيه حضارة وفيه مدنية وفيه مجتمع، لذلك نجد في الإسلام تفرداً بأنه يجمع بين التكاليف الفردية التي يخاطب بها الفرد وتجب عليه، ويجمع التكاليف الجماعية أيضاً التي توجه الخطاب فيها إلى الأمة، ولا تقام إلا بوساطة الأمة، والتكاليف الفرضية مثل الصلاة فالأصل فيها أن تقام جماعة ويضاعف أجرها عندما تكون في جماعة، إذن الإسلام دين يقام في مجتمع وجماعة وهذا هو
اسم الکتاب : وسطية الإسلام وسماحته المؤلف : الصالح، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 35