اسم الکتاب : ديوان الشيخ أحمد سحنون المؤلف : سحنون، أحمد الجزء : 1 صفحة : 72
ربيع 1962م
على أثر إعلان الاستقلال
راسلت بهذه القصيدة، وأنا لاجيء في مدينة "سطيف " أحد الأصدقاء [1] في الجزائر- العاصمة- على إثر إعلان الاستقلال الذي زاد في ضراوة المنظمة السرية للمستوطنين الفرنسيين المسماة "الواس" وضاعف من وحشيتها وأصبحت "الجزائر" عبارة عن مجزرة رهيبة هوجاء.
جاء الربيع ومن أحب بعيد! … ما للذي فقد الأحبة عيد!!
أحباب قلبي فرقتهم زعزع … فبكل أرض لاجىء وشريد!!
تركوا "الجزائر" لا عقوقا إنما … هجروا الحياة يسودها التهديد
والطير تهجر وكرها إن أبصرت … من حولها رامي السهام يصيد!!
جاء الربيع ولم تزل أرض الحمى … "بالنازلات الماحقات " تميد!!
والأفق موار الجوانب باللظى … والهول يندر والبلاء شديد
وبكل مدرجة دم لمجاهد … وأريح قبر قد ثواه شهيد!
وبكل نفس لوعة مجتاحة … وبكل قلب للأسى ترديد!
يا إبن الأسى هل في ربيعك نفحة … تشفي الأسى وإلى الحياة تعيد؟
هل في ربيعك ما يبشر بالمنى … فيعود عهد للبلاد سعيد؟
عهد تكون به "الجزائر" حرة … لا سيد من غيرها لا "سيد"
إني لأومن بانتصار كفاحنا … ونجاح من حمل السلاح أكيد
فبلوغ الاستقلال صار عقيدة … من شك فيه فإنه لبليد
إني لأنشق في الزهور عبيره … فالروض ينشر عرفه والبيد [1] هو الأخ خالد بن يطو.
اسم الکتاب : ديوان الشيخ أحمد سحنون المؤلف : سحنون، أحمد الجزء : 1 صفحة : 72