responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان الشيخ أحمد سحنون المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 10
وإني ما أزال أذكر كلمة لها أهميتها في هذا الباب لصديقنا الشيخ فرحات بن الدراجي رحمه الله، إذ يقول: "إنني أرى الشاعر غير معذور، فإما أن يكون شاعرا أو غير شاعر: شاعر يلفت الأنظار ويهز المشاعر ويحمل الناس على احترامه، وإلا فليدع الميدان لفرسانه، فليس عندي وجود لشاعر من الطبقة الثانية أو الطبقة المتوسطة، وإن شعرا يقال فيه: "شعر لا بأس به لا يصح أن يدعى شعرا".
كما أنني لا أستطيع أن أنسى كلمة لجبران لا يقول مثلها إلا جبران، وذلك إذ يقول: "أشتاق إلى الأبدية، لأنني سأجتمع فيها بقصائدي غير المنطومة، ورسومي غير المرسومة" وبعبارة أخرى: إن أعظم معبر عن غرور الإنسان هو الشعر وإن هذا الغرور الذي طبع عليه الإنسان لا يعرف حدا ينتهي إليه، وهذا هو السبب في زهد من زهد في إظهار إنتاجه، كما أنه- في الوقت نفسه- السبب في حرص من حرص على إظهار إنتاجه.
وهناك باعث آخر لنشر هذا الشعر الذي لست راضيا عنه، بالإضافة إلى واجب الحفاظ على التراث، وواجب إمداد الطلاب والدارسين، وواجب إرضاء الأصدقاء بإجابة رغبتهم-: هو أنه كان يعتبر شعرا له أهميته ومنزلته في فترة حاسمة سبقت فترتنا الحاضرة هذه، وكان فيها -حقا- حاديا في قافلة حركتنا الفكرية الإصلاحية التي سبقت الثورة ومهدت لها فكانت أساسا لها، ومن ثم فالذي يؤرخ لثورتنا التحريرية لا يسعه إلا أن يؤرخ لهذه الفترة الحاسمة التي تكون في أحشائها جنين الثورة، فإنه- بالحري- لا بد لكل ثورة مسلحة، أن تسبقها ثورة فكرية.
الجزائر 9 شوال 1395 هجرية، الموافق لـ 14 أكتوبر 1975 ميلادية
أحمد سحنون

اسم الکتاب : ديوان الشيخ أحمد سحنون المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست