اسم الکتاب : أسرار المحبين في رمضان المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 89
ليس من أخلاق المؤمنين، بل هو من صفات الشياطين، قال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26 - 27]، وقد أمرنا ربنا بالاعتدال في الإنفاق وحرم التبذير فقال: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]، ويمكن أن تتفق مع الأسرة على أمور:
(1) الاتفاق على صدقة:
والصدقة برهان على صدق المرء في إيمانه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [1]، فاتفق على أن تتصدق كل يوم ولو بشيء قليل؛ فإن الله يضاعفه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يقبل الصدقة من أحدكم فيربيها له كما يربي أحدكم مهره حتى تكون اللقمة مثل الجبل" [2]، قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - لما سألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بقي من الشاة؟ "، قالت: كتفها، قال - صلى الله عليه وسلم -: "بقيت كلها إلا كتفها" [3]، تصدق أنت مرة، وأعط زوجتك هي الأخرى، وأعط ولدك يتصدق؛ لكي يتعود على العطاء والبذل، والله يضاعف لمن يشاء.
(2) إفطار الصائمين:
اجتهد أن تُفَطِّر صائمًا أو صائمين أو ثلاثة أو عشرة كل يوم قدر استطاعتك؛ فإن لك مثل أجره كل يوم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من فطَّر صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" [4]، أبرم مع الله عقد [1] أخرجه مسلم (223). [2] أخرجه مسلم (1014). [3] أخرجه أحمد (6/ 50)، وصححه الألباني (2544) في "السلسلة الصحيحة". [4] أخرجه أحمد (4/ 114)، وصححه الألباني (6415) في "صحيح الجامع".
اسم الکتاب : أسرار المحبين في رمضان المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 89