responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 43
إذ إن هذا شأن السالكين إلى الله - تعالى - في كل زمان ومكان بل وانه من شأن الأنبياء والمرسلين , ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التي تصيب السائر.
فلابد في هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال لله - تعالى - " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
(العنكبوت: 2 - 3) .. وكان اول تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة انذاره بالاخراج .. قال ورقة: ما أتى رجل بمثل ما أوتيت به الا عودى .. وقال الراهب للغلام: أنت اليوم أفضل منى وانك ستبتلى .. وقيل للشافعى: أحب إليك أن يمكن الرجل أو يبتلى , قال لا يمكّن حتى يبتلى.
فالجسر إلى التمكين في هذا الطريق هو الابتلاء .. ولابد من الصبر فيه الاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه , فانه جسر الوصول .. وقد حفت الجنة بالمكاره .. يقول ابن القيم:
" وان تأملت حكمته - سبحانه وتعالى - فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات واكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون اليها الا على جسر من الابتلاء والامتحان , وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة الا عليه , وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المحنة في حقهم والكرامة , فصورته صورة ابتلاء وامتحان , وباطنه فيه الرحمة والنعمة , فكم لله

اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست