اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 65
وأخفاؤهم [1] حسراً [2] ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح، فلقوا قوماً رماة لا يكاد يسقط لهم سهم، جمع هوازن، وبني نصر، فرشقوهم رشقاً [3]،ما يكادون يخطئون، فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول:
أنا النبيُّ لا كَذِبْ ... أنا ابنُ عبدِ المطّلبْ
اللهم نزِّل نصرك (4)
قال البراء: كُنَّا والله إذا احمرّ البأس [5] نتَّقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - [6].
وفي رواية لمسلم عن سلمة قال: مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزماً [7]، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد رأى ابن الأكوع فزعاً)). فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب [1] جمع خفيف، وهم المسارعون المستعجلون. شرح النووي لمسلم، 12/ 117. [2] حسراً: جمع حاسر، أي بغير دروع، وقد فسره بقوله: ليس عليهم سلاح. شرح النووي لمسلم،12/ 117. [3] رشقا: هو بفتح الراء، وهو مصدر، وأما الرشق بالكسر فهو اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة. انظر: شرح النووي، 12/ 118.
(4) مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، مع التصرف في بعض الكلمات، 3/ 1400، برقم 1776، والبخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته فاستنصر،6/ 150، برقم 2929، 8/ 27، 28، برقم 4317. [5] إذا احمر البأس: كناية عن شدة الحرب، واستعير ذلك لحمرة الدماء الحاصلة فيها في العادة. انظر: شرح النووي، 12/ 121. [6] رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، 3/ 1401، برقم 1776. [7] قال العلماء: قوله: ((منهزماً)) حال من ابن الأكوع، وليس النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: شرح النووي، 12/ 122.
اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 65