responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 58
الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يدع على قومه، بل دعا لهم بالمغفرة، لأنهم لا يعلمون.
فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)) [1].
فالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وعلى رأسهم محمد - صلى الله عليه وسلم - قد كانوا [2] على جانب عظيم من الحلم والتصبر، والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم لهم بالهداية والغفران، وعذرهم في جنايتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون [3]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اشتد غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -))، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته، ((اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله - عز وجل -)) [4].
وفي إصابة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد عزاء للدعاة فيما ينالهم في سبيل الله من أذى في أجسامهم، أو اضطهاد لحرياتهم، أو قضاء على حياتهم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم -

[1] البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب حدثنا أبو اليمان، 6/ 514، برقم 3477، وكتاب استتابة المرتدين، باب حدثنا عمر بن حفص، 12/ 282، برقم 6929، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب عزوة أحد، 3/ 1417، برقم 1792، وانظر: شرحه في الفتح، 6/ 521، وشرح النووي لصحيح مسلم، 12/ 148.
[2] انظر: شرح النووي لمسلم، 12/ 148.
[3] شرح النووي على مسلم 12/ 150 بتصرف.
[4] البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من جراح يوم أحد، 7/ 372، برقم 4073، ومسلم، كتاب الجهاد، باب: اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله،
3/ 1417، برقم 1793.
اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست