اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 56
مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة)) [1]، فقاموا إليه فبايعوه.
وبعد عقد هذه البيعة جعل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر زعيماً، يكونون نقباء على قومهم، وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثم رجعوا إلى يثرب، وعندما وصلوا أظهروا الإسلام فيها، ونفع الله بهم في الدعوة إلى الله تعالى [2].
وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية ونجح النبي - صلى الله عليه وسلم - في تأسيس وطن للإسلام، انتشر الخبر في مكة كثيراً، وثبت لقريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بايع أهل يثرب، فاشتد أذاهم على من أسلم في مكة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى المدينة، فهاجر المسلمون، فاجتمع قريش في السادس والعشرين من شهر صفر في السنة الرابعة عشرة من النبوة، وأجمعوا على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأوحى الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك؛ ولحسن سياسته وحكمته أمر علياً أن يبيت في فراشه تلك الليلة، فبقي المشركون ينظرون إلى علي من صِير الباب [3]، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومرّ بأبي بكر، وهاجر إلى المدينة [4]. [1] أحمد في المسند، 3/ 322، والبيهقي، 9/ 9، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 2/ 624، وحسن إسناده للحافظ في الفتح، 7/ 117. [2] انظر: سيرة ابن هشام، 2/ 49، والبداية والنهاية، 3/ 158، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 2/ 142، والرحيق المختوم، ص143. [3] صير الباب: هو شق الباب. انظر: المعجم الوسيط، مادة ((صار)) 1/ 531. [4] انظر: سيرة ابن هشام، 2/ 95، والبداية والنهاية، 3/ 175، وزاد المعاد، 3/ 54، والسيرة النبوية دروس وعبر لمصطفى السباعي، ص61، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 2/ 148، وهذا الحبيب يا محبّ، ص156.
اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 56