اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 52
ركعتين، وانصرف إلى بيته، والمطعم بن عدي وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته [1].
وفي هذه المواقف العظيمة التي وقفها النبي - صلى الله عليه وسلم - في رحلته إلى الطائف دليل واضح على تصميمه الجازم في الاستمرار في دعوته، وعدم اليأس من استجابة الناس لها، وبَحَثَ عن ميدان جديد للدعوة، بعد أن قامت الحواجز دونها في الميدان الأول.
وفي ذلك دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أستاذاً في الحكمة، وذلك؛ لأنه حينما قدم الطائف اختار الرؤساء وسادة ثقيف في الطائف وقد علم أنهم إذا أجابوه أجابت كل قبائل أهل الطائف.
وفي سيل الدماء من قدمي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو النبي الكريم - أكبر مثل لما يتحمله الداعية في سبيل الله من أذى واضطهاد.
وفي عدم دعائه على قومه، وعلى أهل الطائف، وعدم موافقة ملك الجبال في إطباق الأخْشَبيْن على أهل مكة أكبر مثل لما يتحمله الداعية في صبره على من ردّ دعوته، وعدم اليأس من هدايتهم، فربما يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
ومن حكمته - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يدخل مكة إلا بعد أن دخل في جوار المُطْعم بن عدي، وهكذا ينبغي للداعية أن يبحث عمن يحميه من كيد أعدائه؛ [1] انظر: زاد المعاد، 3/ 33، وسيرة ابن هشام، 2/ 28، والبداية والنهاية، 3/ 137، والرحيق المختوم، ص125.
اسم الکتاب : أنواع الصبر ومجالاته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 52