responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة المؤلف : سمية السيد عثمان    الجزء : 1  صفحة : 75
القسم الرابع: تذكرة عامة.
ذكرى
اذكر الموت هادم الذات ... وتجهز لمصرع هو آت
قال - صلى الله عليه وسلم - ((أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت)) صحيح الجامع:1/ 1210. قال العلماء إن تذكر الموت يورث الزهد في الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية ويردع عن المعاصي ويلين القلب ويمنع الاغترار بالدنيا والركون إليها ويهون المصائب فيها.
قالت تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} المؤمنون: 115.
أخي الحبيب:
مهما عشت فلابد لك من نهاية ورجعة لتُسأل عن كل ثانية ودقيقة وعن كل صغيرة وكبيرة عملتها في الدنيا، فهل أعددت للسؤال جوابا هل تزودت بالأعمال الصالحة التي تنجيك في يوم كان مقداره ألف سنة؟ قال تعالى {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} الإنشقاق: 6. فعلى حسب جهدك وتعبك ستلاقي جزاءك، وعلى حسب غفلتك ولهوك ستلاقي وزرك، قال تعالى {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى} النجم: 39. فلا ظلم يوم القيامة ستجازى على كل عمل عملته قال تعالى {فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} الزلزلة: 7.
أخي الحبيب:
أنت مازلت في الدنيا دار العمل وقد أنعم الله عليك بطول المقام فيها فاغتنم حياتك؛ اغتنمها قبل فوات الأوان، والله إن العمر دقائق معدودة وإن الأمر عظيم قال - صلى الله عليه وسلم - ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك)) صحيح الجامع1/ 1077.
قد آن للغافل أن ينتبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه ورحلته إلى قبره وحسابه بين يدي ربه.
يا ابن آدم: إن الموت لا يعرف وقتا ولا عمرا قد يفاجئك في أي وقت وعلى أية حال فهل أنت مستعد لنزوله؟ خيل لنفسك يا بن آدم ساعة الرحيل إذا علمت أن هذه آخر دقائق لك في الدنيا وإذا بك تفكر أأتوب أم أستغفر أم أرد الظالم أم أوصي بصدقة أو أدل على حاجة .. أم أودّع. ماذا أعمل! كلها دقائق وأغادر الدنيا، أين أفر؟ أين أذهب؟ أين كنت يا ابن آدم طول هذا العمر لماذا وضعت نفسك في هذا المأزق الخطير؟
سفري بعيد وزادي لن يبلغني ... وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست اعلمها ... الله يعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني ... وقد تماديت في ذنبي ويسترني
دعني أمسح دموع لا انقطاع لها ... فهل عسى عبرة منها تخلصني
وإذ بك وأنت على هذا الحال يفاجئك ملك الموت، قال تعالى {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} المؤمنون: 99. انتهى كل شيء انتهى العمل انتهى مقامك في

اسم الکتاب : أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة المؤلف : سمية السيد عثمان    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست