اسم الکتاب : اتقاء الحرام والشبهات في طلب الرزق المؤلف : الطويل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 69
وكان عثمان يتصدق ويفضل ما عند الله من مضاعفة الحسنات على ربح الدنيا، فليس في وسع أحد أن يعطي عطاء رب العالمين.
علي:
وكان علي بن أبي طالب يعمل بيده الشريفة، ويؤجر نفسه بتمرات، لاستخراج الماء من البئر لعمل الطين. وينال منه الكد والتعب، وتمجل [1] يداه من حبل الليف.
روى ابن قتيبة في المعارف: أن علياً سقى بالدلاء على تمرات [2].
وكان - رضي الله عنه - يحمل الماء، ويطحن الحب على الرحى هو وزوجه الزهراء رضي الله عنهما.
ولما فتح الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - سألاه خادماً يعينهما على شؤون الحياة، فأبى أن يعطيهما ويترك أهل الصفة، وأرشدهما إلى التسبيح والتحميد والتكبير إذا أخذا مضجعهما وأن ذلك خير لهما مما طلبا.
«أخرج الشيخان من حديث علي: أن فاطمة شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء. فانطلقت فلم تجده، فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم، فقال: «على مكانكما» فقعد بيننا حتى وجدتُ برد قدميه على صدري، وقال: «ألا أعلمكما خيرًا مما سألتماني؟ [1] تمجل: بفتح التاء وسكون الميم وضم الجيم: تعبت، وصلبت، وشحن جلدها. وتعجر وغلظ الكف من آثار العمل. انظر ابن منظور، لسان العرب، دار لسان العرب بيروت، بدون تاريخ ج 3 ص 442 مادة مجل. [2] راجع ابن هشام ج 4 ص 172.
اسم الکتاب : اتقاء الحرام والشبهات في طلب الرزق المؤلف : الطويل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 69