اسم الکتاب : اتقاء الحرام والشبهات في طلب الرزق المؤلف : الطويل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 59
وأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يحب الخائنين، فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال:58].
وإذا خان المسلم واجباته الوظيفية فهو غير أهل لأن يتولى أمرًا من أمور الدولة، لأنه قد ضيع الأمانة، وإضاعتها من علامات الساعة.
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا وُسِد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» [1].
على أن المهام الوظيفية- كثرت أم قلت- أمانة عظيمة، وعبء ثقيل، يسبب الخزي والندامة يوم القيامة لمن لم يحسن القيام بواجباتها، ويؤدي ما عليه فيها نحو الله والعباد.
عن أبي ذر - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: «يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها» [2].
وخيانة المهام الوظيفية، فيه غدر، وغلول، وكسب حرام، والغادر ينصب له لواء يوم القيامة ضمن أهل الغدر والخيانة ليعرف به من الملأ.
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة، ينصب يوم القيامة يعرف به» [3].
وكلما عظمت المهام الوظيفية كلما عظم شأن الأمانة فيها. [1] أخرجه البخاري، كما قال ابن الأثير في جامع الأصول ج 1 ص 321، 322 رقم 16. [2] مسلم ج 3 ص 1357 رقم 16. [3] متفق عليه، محمد فؤاد عبد الباقي، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، المكتبة الإسلامية، بيروت، لبنان، بدون تاريخ ج 2 ص 201 رقم 1133.
اسم الکتاب : اتقاء الحرام والشبهات في طلب الرزق المؤلف : الطويل، أحمد الجزء : 1 صفحة : 59