اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 213
لهذا الشريط فإنَّ الشيخ فلان قال عنك: كيت وكيت.
لا .. لا هذا ليس من دأب الإخوة إطلاقا، بل تأليف القلوب واجب، حتى أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حال التخاصم أن تنمى خيراً، ولا تقل إلا خيرا، وهذا الذي يسمونه بالكذب بين المتخاصمين.
تذهب لهذا فتقول له: إنَّ الرجل يقول: إنَّك رجل صالح، وطيب الأخلاق، وأنك على خير جم، وأنك … وأنك … وأنه يحبك، ويريد أن يتصالح معك، فما زلت تنمى الخير حتى تنشرح الصدور.
فمن يقول ذلك اليوم؟ للأسف الشديد كل يسعى لإشعال نار الفتنة، ونهاية المطاف ستحرقنا جميعا، لأننا كلنا في خندق واحد، فاللهم ألف بين قلوب المسلمين.
إخوتاه ..
لابد أن نحب ذلك، أن نرضى أن نسقط أقوال إخواننا إن اعتذروا عنها، أو زعموا أنهم لم يقولوها.
قال تعالى في قصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: " يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" [يوسف / 5].
وقال جلا وعلا: " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا " [الإسراء / 53] ....
لذلك دائما ما أنصحك ـ حبيبي في الله ـ أن تقول قولا حسنا لا بل قل القول الأحسن، فالكلام قبيح وحسن وأحسن، والله يأمرك أن تتوخى في كلامك دائما القول الأحسن الذي لا يحتمل إلا وجها واحدا حتى لا ينزغ الشيطان؛ ذلك لأنَّ الله يعلم صنيع الشيطان في التفرقة بين عباده " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ "، كنت أقول: إن من محاسن إخوة التبليغ أنَّه عندما يقوم أحدهم ليلقى البيان تجد البقية جميعاً يلتمسون أن
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 213