responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 111
إخوتاه
إياكم والوشاة، فقد ترتبط بأخٍ مدة من الزمن تحبه وتعتقد فيه الخير، وتظن أنه من أهل الصلاح، وتثق به، فيأتيك أحد الوشاة يقول: إنَّ صاحبك هذا يقول عنك كذا وكذا، فسرعان ما تقطع الصلة وتنهي الأخوة وتكون حينئذٍ قد أزلت يقينك بشك.
ينصحك الإمام الشافعي أن تواجه أخاك فتقول له: بلغني عنك كذا وكذا، وإياك أن تُسمِّى الناقل، فإن أنكر فقل: أنت أصدق وأبر ولا تزيدن على ذلك.
هذه - لعمر الله - أخلاق المؤمنين، أخلاق هي أخلاق السلف، بل إنه ينصحك نصيحة عظيمة فيقول: فإن اعترف بذلك فرأيت له وجهاً من العذر فاقبل منه، وإن لم تر لذلك وجهاً فقل له: ماذا أردت بما بلغني عنك؟ فإن ذكر لك وجهاً من العذر فاقبل منه، وإن لم تر فضاق عليك المسلك حينئذٍ أثبتها عليه سيئة، ثم أنت في ذلك بالخيار، إن شئت كافأته بمثلها من غير زيادة، وإن شئت عفوت عنه، والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم.
قال تعالى: " وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " [الشورى/40]
فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فتفكر فيما سبق له لديك من الإحسان فلا تبخس إحسانه السالف بهذه السيئة فإنَّ ذلك الظلم بعينه، وعامله بالسيئة إحساناً.
إخوتاه
هذه يمكن تسميتها بالوصية الذهبية في الأخوة الإيمانية، إن اتخاذ الصديق صعب، ومفارقته سهل، فإن كان لك صديق فشد يداك به.
فمن اليسير أن تغضب من أخيك وتتركه وتنتهي العلاقة، إنَّ إحساسك بأنَّ لك أخاً في الله يحبك لإيمانك لا لمصلحة ولا لأي شيء نعيم

اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست