اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 378
عيالِه، الذين يُتوهم منهم أنهم رفعوا أيديهم ولهم حاجةٌ إلى الطعام وإن قلَّت.
ومما يُستدّل به في ذلك:
[1/ [577]] ما رويناهُ في صحيح البخاري،
عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديثه الطويل المشتمل على معجزاتٍ ظاهرةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما اشتدّ جوعُ أبي هريرة وقعدَ على الطريق يستقرىءُ مَن مَرَّ به القرآن معرّضًا بأن يُضيفه، ثم بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الصفّةِ فجاءَ بهم فأرْواهم أجمعينَ من قدحِ لبنٍ، وذكر الحديث إلى أن قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "بَقِيتُ أنا وَأنْتَ" قلتُ: صَدقتَ يا رسولَ الله! قال: "اقْعُدْ فاشْرَبْ" فقعدتُ فشربتُ، فقال: "اشْرَبْ" فَشَرِبْتُ، فَمَا يَقُولُ اشْرَبْ، حتى قلتُ: لا، والذي بعثك بالحقّ لا أجد له مَسْلَكًا، قال: فأرِني، فأعطيته القدحَ فحمد الله تعالى وسمَّى وشربَ الفضلةَ.
205 ـ بابُ ما يقولُ إذا فَرَغَ من الطَّعامِ
[1/ [578]] روينا في صحيح البخاري، عن أبي أُمامةَ رضي الله عنه
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: "الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ وَلا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنا" وفي رواية "كان إذا فَرَغَ من طعامِه" وقال مرّة: إذا رفع مائدته قال: "الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفانا وأرْوَانا غَيْرَ مَكْفِيّ ولا مَكْفُورٍ".
قلتُ: مكفيّ بفتح الميم وتشديد الياء، هذه الرواية الصحيحة الفصيحة، ورواه أكثر الرواة بالهمز وهو فاسد من حيث العربية، سواء كان [577] البخاري (6452). [578] البخاري (5458)، وأبو داود (3849)، والترمذي (3452)، والنسائي (284).
اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 378