اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 376
[[2]/ [573]] وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن جبلةَ بن سحيم قال:
أصابَنَا عامُ سَنةٍ مع ابن الزبير، فرزقنا، فكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يمرّ بنا ونحن نأكلُ، ويقولُ: لا تقارِنُوا، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الإِقران، ثم يقول: إلاَّ أنْ يَسْتأذِنَ الرَّجُلُ أخاهُ.
قلت: قوله لا تقارنوا: أي لا يأكل الرجل تمرتين في لقمة واحد.
[3/ [574]] وروينا في صحيح مسلم، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛
أن رجلًا أكل عندَ النبيّ صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: "كُلْ بِيَمِيْنِكَ" [1]، قال: لا أستطيعُ، قال: "لا اسْتَطَعْتَ" [2]، ما منعه إلا الكِبْر [3]، فما رفعها إلى فِيْه.
قلتُ: هذا الرجل هو بُسر بضم الموحدة وبالسين المهملة: ابن راعي العَير بالمثناة وفتح العين، وهو صحابي، وقد أوضحتُ حالَه، وشرح صحيح مسلم" والله أعلم.
201 ـ بابُ استحباب الكَلامِ على الطَّعام
فيه حديث جابر [4] الذي قدَّمناه في باب مدح الطعام. قال الإِمام أبو حامد الغزالي في "الإِحياء": من آداب الطعام أن يتحدَّثوا في حال أكله [573] البخاري (2455)، ومسلم (2045)، وأبو داود (3834)، والترمذي (1815). [574] مسلم (2021).
(1) " كُلْ بيمينك": فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في الأكل، وسبق الخلاف في أن الأمر هنا للإِيجاب أو للاستحباب؛ وعلى كونه للاستحاب فالدعاء عليه لكونه قصد مخالفة المرام النبويّ
(2) "لا استطعت": فيه جواز الدعاء على مَن خالف الحكم الشرعي بلا إذن
(3) "ما منعه إلا الكِبر": قال القاضي عياض: يدلّ هذا على أنه كان منافقًا، وتعقبه المصنّف بأن مجرّد الكبر والمخالفة لا تقتضي النفاق والكفر، لكنه معصية إن كان الأمر أمر إيجاب، ومحلّ النهي عن الأكل بالشمال، حيث لا عذر، فإن كان عذر يمنع عن الأكل باليمين من مرض وجراحة أو غير ذلك فلا كراهة في الأكل بالشمال [4] انظر الحديث برقم 1/ 568
اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 376