اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 268
[5/ [414]] وروينا في سنن أبي داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الجنازة "اللَّهُمَّ أنْتَ رَبُّهَا وأنْتَ خَلَقْتَها وأنْتَ هَدَيْتَهَا للإِسْلام وأنْتَ قَبَضْتَ رُوحَها وأنْتَ أعْلَمُ بِسِرّها وَعَلانِيَتِهَا، جِئْنا شُفَعاءَ فاغْفِرْ لَهُ".
[6/ [415]] وروينا في سنن أبي داود وابن ماجه، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال:
صلّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول: "اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانَة فِي ذِمَّتِكَ [1] وَحَبْلِ جوَارِكَ [2]، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر وَعَذَاب النَّارِ، وأنْتَ أهْلُ الوَفاءِ وَالحَمْدِ؛ اللَّهُمَّ فاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".
واختار الإِمام الشافعي رحمه الله دعاءً التقطه من مجموع هذه الأحاديث وغيرها فقال: يقول: اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ، خَرَجَ مِنْ رَوْحِ الدُّنْيا وَسَعَتِها، ومَحْبُوبُهُ وأحِبَّاؤُهُ فيها، إلى ظُلْمَةِ القَبْرِ ومَا هُوَ لاقيهِ، كانَ [414] أبو داود (3200)، وهو حديث حسن أخرجه النسائي في اليوم والليلة (1078)، والطبراني في "الدعاء"، الفتوحات 4/ 176. [415] أبو داود (3202)، وابن ماجه (1499)، وإسناده حسن.
(1) "في ذمتك": أي في عهدك من الإِيمان كما يدلّ عليه قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} أي ميثاقي
(2) "وحبل جوارك" بفتح الحاء المهملة وإسكان الموحدة من حبل، وكسر الجيم من جوارك: أي أمانتك كما يشير إلى قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا} وقال الطيبي: الحبل: العهد والأمانة والذمة؛ وحبل جوارك: بيان لقوله ذمتك، نحو: أعجبني زيد وكرمه: أي مات في كنف حفظك وعهد طاعتك. وقال ابن الجزري: أي خفارتك وطلب غفرانك وفي أمانك، وقد كان من عادة العرب أن يخفر بعضهم بعضًا، وكان الرجل إذا أراد سفرًا أخذ عهدًا من سيد كل قبيلة، فيأمن به ما دام في حدودها، حتى ينتهي إلى أخرى فيفعل مثل ذلك، فهذا حبل الجوار
اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 268