اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 219
84 ـ بابُ ما يَقولُ إذا نظرَ إلى عدوّه
[1/ [321]] روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، قال:
كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة فلقي العدوّ، فسمعته يقول: " يا مالِكَ يَوْمِ الدّينِ إيَّاك أعْبُدُ وإيَّاكَ أسْتَعِينُ" فلقد رأيتُ الرجالَ تُصرع، تضربُها الملائكةُ من بين أيديها ومن خلفها. ويُستحبُّ ما قدَّمناه في الباب السابق من حديث أبي موسى.
85 ـ بابُ ما يَقُولُ إذا عرضَ له شيطانٌ أو خَافَهُ
قال الله تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [فصلت:36] وقال تعالى: {وَإذَا قَرأتَ القُرآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِين لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا} [الإِسراء:45] فينبغي أن يتعوّذ ثم يقرأ من القرآن ما تيسَّر.
[1/ [322]] وروينا في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
"قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، فسمعناه يقول: أعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، ثم قال: ألْعَنُك بِلَعْنَةِ اللَّهِ ثَلاثًا، وبسطَ يدَه كأنَّه يتناول شيئًا، فلما فرغَ من الصلاة قلنا: يا رسول الله! سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعْكَ تقولُه قبلَ ذلك، ورأيناكَ بسطتَ يدَكَ، قال: إنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جاءَ بِشِهابٍ مِنْ نارٍ لِيَجْعَلَهُ في وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: ألْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله التَّامَّةِ [1] فاسْتأخَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أرَدْتُ أنْ آخُذَهُ، وَاللَّهِ لَوْلا [321] ابن السني (336)، وقال الحافظ: حديث غريب، أخرجه ابن السني لكن سقط من روايته عن أبي طلحة ـ أي: عن أنس عن أبي طلحة ـ ولا بدّ منه. الفتوحات 4/ 19. [322] مسلم (542). و"الشهاب": الشعلة الساطعة من النار الموقدة.
(1) "بلعنة الله التامة" قال القاضي: يحتمل تسميتها التامة: أي لا نقص فيها، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه، أو الموجبة عليه العقاب سرمدًا. وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: أشار بتامة إلى دوامها. الفتوحات 4/ 21
اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 219