اسم الکتاب : الأنس بذكر الله المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 28
وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده؛ لأنّ ذكر القلب يثمر المعرفة، ويهيج المحبة ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويرفع العبد عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئًا من ذلك الإثمار، وإن أثمر شيئًا منها فثمرته ضعيفة، ولذلك ينبغي أن يحرص المسلم كل الحرص على أن يكون الذكر باللسان مصحوبًا بحضور القلب.
وقد يبدو ها هنا إشكال يطرحه البعض في سؤال: هل أترك الذكر إن لم يحضر القلب؟
والجواب: لا؛ فهذا من تلبيس الشيطان، ولكن اجتهد في إحضار القلب واستيعابه للذكر بأمور:
أولًا: التفكر في معنى الذكر.
ثانيًا: استحضار مشهد معية الله: "أَنا مَعَ عَبْدِي حَيثُمَا ذكَرَنِي وَتَحَرَكَت بِي شَفَتَاهُ" (صحيح، سنن ابن ماجه: 3792).
ثالثًا: الأخذ بالأسباب في هدوء المكان والبعد عن الشواغل وإصلاح النية.
رابعًا: التفكر في الأجر الحاصل ابتداء من ذكر الله لك، حتى الوعد الحاصل على نفس الذكر المذكور.
اسم الکتاب : الأنس بذكر الله المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 28