اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 43
المحاسن؟ " قال: " ما تُذكر إلا الذنوب " قال معاوية: " فإنَّا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى بأن تهلك إن لم تغفر؟ "، قال: " نعم "، قال: " فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحقَّ مني، فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أُخيَّر بين أمرين، بين الله وبين غيره، إلا اخترتُ الله على ما سواه، وإنِّي على دين يُقبل فيه العمل، ويُجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها "، قال: " فخصمني "، قال عروة: " فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلَّى عليه ") [1].
عن أبي راشد قال: (جاء رجل من أهل البصرة إلى عبيد الله بن عمر، فقال: إني رسولُ إخوانك من أهل البصرة إليك، فإنهم يقرءونك السلام، ويسألونك عن أمر هذين الرجلين: علي وعثمان، وما قولك فيهما؟ فقال: " هل غير؟ " قال: " لا "، قال: " جَهِّزوا الرجل "، فلما فُرغ من جَهازه قال: " اقرأ عليهم السلام، وأخبرهم أن قولي فيهم: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)} [البقرة: 134] [2].
وعن شريك قال: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية، فبكى، فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه فقال: " إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره " [3].
وقال الشافعي: (قيل لعمر بن عبد العزيز: " ما تقول في أهل صفين؟ "،
(1) " سير أعلام النبلاء " (3/ 150 - 151)، (391 - 392).
(2) " العزلة " للخطابي ص (41).
(3) " حلية الأولياء " (8/ 15).
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 43