اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 381
وفي كتاب " الإنصاف سبيل للائتلاف " لجامعه عبيد بن أبي نفيع الشعبي:
(ومن كُفِّر ببدعة وإن جلَّت، ليس هو مثل الكافر الأصلي، ولا اليهودي والمجوسي، أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر، وصام، وصلى، وحج، وزكَّى، وإن ارتكب العظائم، وضلَّ وابتدع، كمن عاند الرسول، وعبد الوثن، ونبذ الشرائع وكفر، ولكن نبرأ إلى الله من البدع وأهلها) [1] اهـ.
وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: " من لم يقر أن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته؛ فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئًا ".
علق الذهبي رحمه الله تعالى على عبارة إمام الأئمة ابن خزيمة قائلاً:
(قلت: من أقر بذلك تصديقًا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآمن به مفوِّضًا معناه إلى الله ورسوله؛ ولم يخُض في التأويل ولا عمَّق؛ فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدرِ بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مُقصِّر، والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظَ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله، نعوذ بالله من الضلال والهوى.
وكلام ابن خزيمة هذا -وإن كان حقًّا- فهو فجٌ، لا تحتمله نفوسُ كثير من متأخري العلماء) [2] اهـ.
وقال أيضًا رحمه الله: (وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن من بلغته
(1) " الإنصاف سبيل للائتلاف " ص (173).
(2) " سير أعلام النبلاء " (14/ 373 - 374).
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 381