اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 363
" رأيت بالحجاز رجلاً ما رأيت مثله سائلاً ولا مجيبًا -يقصد الإمام الشافعي رحمه الله- قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس، وخَفّوا عن بشر، فجئت إلى بشر، فقلت: " هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدِم "، قال: " إنه قد تغيَّر عما كان عليه "، قال: " فما كان مَثَلُ بشر إلا مثل اليهود في شأن عبد الله بن سلام ") [1].
رصاصُ مَن أحببته ذهبٌ ... وذهب مَن لم ترض عنه رصاصُ
- ومن مظاهر الجحود: الانكباب على مصنفات العالم والنهل من فيض علمه سرًّا، مع إظهار الاستغناء عنه، وذم كتبه في الملإ [2].
- ومن مظاهره: تنكر منتسبي الدعوة للجيل السابق الذي عاصر مراحل التأسيس، وعانى ما اكتنفها من جهد وآلام، وليتهم إذ جحدوا كفُّوا ألسنتهم عن الأذى، إذًا لحُمِدوا أبلغ الحمد في زمن يصدق عليه قول القائل:
إنا لفي زمنِ تركُ القبيح به ... مِن أكثر الناس: إحسانٌ وإجمالُ
وقول الآخر:
عَدّنا في زماننا ... عن حديث المكارم
من كفى الناسَ شرَّه ... فهو في جُود حاتِم
السبب الثالث عشر: استثمار المغرضين لزلات العلماء:
ولأهمية هذا السبب نفرده بالفصل التالي:
(1) " تاريخ بغداد " (2/ 65)، وانظر قصة إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه في " البخاري " (4/ 102)، (148/ 5). [2] وأكثر ما يقع هذا في زماننا مع العلامة الألباني الذي هو حقيق بقول القائل:
عتا في عِرضه قوم سلاطُ ... لهم من نثر جوهره التقاطُ
همو حسدوه، لما لم ينالوا ... مناقبه فقد فسقوا وشاطوا
وكانوا عن طرائقه كسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 363