اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 356
وقال - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي سأله: " متى الساعة؟ ": " فإِذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة "، قال: " كيف إضاعتها؟ " قال: " إِذا وُسِّد الأمر إِلى غير أهله، فانتظر الساعة " [1].
وتأمل موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أراد أن يتحدث في موسم الحج عن يوم السقيفة، قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: " لا تفعل! فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قُربك حين تقومُ في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالةً يُطيرُها عنك كل مُطير، وألا يعوها وألا يضعوها على موضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة؛ فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلُص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلتَ متمكنًا فيعي أهلُ العلم مقالتك، ويضعونها على موضعها " [2].
يقول الأستاذ محمد الراشد حفظه الله: " إن الغوغائية التي صنعتها الديمقراطية الحديثة في الشعوب يمكن أن تظهر بصورة أخرى في أوساط دعاة الإسلام إذا أسرفنا في الشورى، ونحن -قبل الداعية المشاكس- نعيب الاستبداد والفردية، ولكن الشيء إذا تجاوز حده آذى " [3].
السبب الثامن: التعصب الحزبي، والبغي، وعقد الولاء على غير الكتاب والسنة:
فبعض الناس يربون أتباعهم على الولاء لأشخاصهم والانتماء لذواتهم، أو جماعاتهم، ويوالون في ذلك ويعادون، دون اعتبار لمبدإ الحب في الله، والبغض في الله، وفي هؤلاء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [1] رواه البخاري (1/ 142 - فتح). [2] رواه البخاري في " صحيحه " (8/ 209) ط. الشعب.
(3) " فضائح الفتن " ص (18).
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 356