اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 276
* وإذا سأله الأستاذ: هل فهم الدرس؟ فعلى المتعلم أن يُلزم نفسَه الصدق مع أستاذه , فإن لم يفهم طلب إفهامه، قال ابن شهاب: " العلم خزائن ومفتاحه المسألة ".
وإذا قال الشيخ: " أفهمت؟ "، فلا يقل: " نعم " قبل أن يتضح له المقصود من المسألة إيضاحًا جليًّا لئلا يكذب، ولا يستحي من قوله: " لم أفهم "، لأن استثباته يحصل له مصالح " [1].
وقال الخليل بن أحمد: (فإن سأله فلا يقل: " نعم "، حتى يتضح له المعنى اتضاحًا جليًّا كيلا يفوته الفهم، ويدركَه بكذبه الإثمُ " [2].
وقال ابن جماعة: " وكما لا ينبغي للطالب أن يستحي من السؤال فكذلك لا يستحي من قوله: " لم أفهم " إذا سأله الشيخ، لأن ذلك يفوت عليه مصلحة العاجلة والآجلة، وأما العاجلة: فحفظ المسألة ومعرفتها، واعتقاد الشيخ فيه الصدق والورع والرغبة، والآجلة: سلامته من الكذب والنفاق، واعتياده التحقيق) [3].
وأما إذا كان يعرف الدرس طلب المزيد، وعليه ألا يظهر استغناءً عن الأستاذ، يقول ابن جماعة: (فإن سأله الشيخ عند الشروع في ذلك عن حفظه له فلا يجيب " بنعم "، لما فيه من الاستغناء عن الشيخ فيه، ولايقل: " لا "، لما فيه من الكذب، بل يقول: " أحب أن أسمعه من الشيخ، أو أن أستفيده منه، أو بَعُدَ
(1) " المعيد في أدب المفيد والمستفيد " للعلموي ص (141)
(2) " تذكرة السامع والمتكلم " ص (158).
(3) " السابق " ص (157).
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 276