اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 26
ولكن فيه كيت وكيت " [1]، وربما يقول: " دعونا منه، الله يغفر لنا وله "، وإنما قصده استنقاصه وهضمًا لجنابه، ويُخرِجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك، كما يخادعون مخلوقًا، وقد رأينا منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه.
ومنهم من يرفع [2] غيره رياءً، فيرفع نفسه، فيقول: " لو [3] دعوت البارحة في صلاتي لفلان؛ لما بلغني عنه كيت وكيت "، ليرفع نفسه، ويضعه عند من يعتقده، أو يقول: " فلان بليد الذهن، قليل الفهم "، وقصده مدح نفسه، وإثبات معرفته، وأنه أفضل منه.
ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة، فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد، وإذا أثنى على شخص، أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح، أو في قالب حسد وفجور وقدح، ليسقط ذلك عنه.
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب، لِيُضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزإ به.
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب، فيقول: " تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت! ومن فلان كيف وقع منه كيت؟! وكيف فعل كيت وكيت؟! " فيخرج اسمه في معرض تعجبه.
ومنهم من يُخرج [الغيبة مخرج] [4] الاغتمام، فيقول: " مسكين فلان، [1] أي أنه يتصنع إبداء الشفقة والرحمة على أخيه، ثم يتصنع بالدعاء له عند إخوانه، ومن ذلك أيضًا قوله: " فلان حبيب " أو " طيب القلب " ويقصد أنه يُستغفل. [2] كذا بالأصل، ولعل الصحيح " يضع " كما يبدو من السياق بعده. [3] كذا، على سبيل التمني، ويحتمل أن تكون: " لقد دعوت " إلخ على سبيل الخبر، والله أعلم. [4] ليست هذه الزيادة بالأصل، والسياق يقتضيها.
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 26