اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 230
ولا: كيف؟ قال الله سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وفرق تبارك وتعالى بين العامة وبين أهل العلم فقال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
فإن أحب أن تسكن نفسه بسماع الحجة في ذلك؛ سأل عنها في زمان آخر، ومجلس ثان، أو بعد قبول الفتوى من المفتي مجردة " [1] اهـ.
* ومن أدب الطالب إذا حادث شيخه أو استفتاه أن يَكْنِيَ عما يُستقبح، إلا فيما لا بد منه، لمصلحة شرعية.
* وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من طلب العلم ليُجاري به العلماءَ، أو ليُماريَ به السفهاء، أو يصرفَ به وجوه الناس إِليه، أدخله الله النار " [2].
ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (ليجاري به العلماء) أي يجري معهم في المناظرة والجدال؛ ليُظهر علمه رياءً وسمعة [3].
أوصى عيسى بن دينار عبد الله بن حبيب في رحلته لطلب العلم، فقال: " إذا أصبت عالمًا، فلا تُظهِر له مع علمه علمًا، فيحرمك ما عنده " [4].
* قال فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله:
" احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو مسألتين، فإن كان
(1) " الفقيه والمتفقه " (2/ 180). [2] رواه الترمذي رقم (2654)، وهو في " صحيح الترمذي " برقم (2138). [3] وحق من فعل هذا أن يُعرض عنه، ولا يجاب إلا بالسكوت، قال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم: 29]، وهذا يريد الدنيا، والمغالبة، قال الإمام النووي رحمه الله: (السائل تعنتًا وتعجيزًا لا يستحق جوابًا) اهـ. من " المجموع " (1/ 39).
(4) " ترتيب المدارك " (2/ 39).
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 230