اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 219
بالدِّرَّة " [1] فأتاني بها، فأمرته، فضربه بها خمسين، وقلت: " أنت تخرج من عندي، وما آمن أن تقول: حدثني بعض غلماننا " [2].
وإنما أنكر الإمام الشاذكوني رحمه الله تعالى على الحافظ ابن وارة قوله: " حدثني بعض أصحابنا " وكان ينبغي أن يقول: " حدثني بعض شيوخنا "، أو نحو ذلك.
وقال الحافظ الذهبي: (قال زكريا الساجي: جاء ابن وارة إلى أبي كُريب، وكان في ابن وارة بَأوٌ -أي كبْر وتِيه- فقال لأبي كريب: " ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك نبئي؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة "، فقال: " وارة؟ وما وارة؟ وما أدراك ما وارة؟ قم، فوالله لا حدثتُك، ولا حدثت قومًا أنت فيهم ") [3].
وذكر البرهان البقاعي أنه سأله بعض العجم أن يقرأ عليه، فأذن له، فجلس متربعًا، فامتنع من إقرائه، وقال له: " أنت أحوج إلى الأدب، منك إلى العلم الذي جئت تطلبه " [4].
و (حُكي عن الشمس الجوهري أنه لما شرع في الاشتغال بالعلم طاف على أكابر علماء بلده، فلم يعجبه منهم أحد، لحدَّة فهمه، حتى إذا جاء إلى شيخ الإسلام يحيى المناوي، فجلس بين يديه -وفي ظنه أنه يلحقه بمن تقدم- فشرع في القراءة، فتأمل الشيخ، فوجد إصبعًا من أصابع رجله مكشوفة، فانتهره، وقال له: " بحال أنت قليل الأدب، لا يجيء منك في الطلب، غطِّ إصبعك، واستعمل الأدب! " [5] فحُمَّ لوقته، وزال عنه ما كان يجده من الاستخفاف [1] أي: العصا.
(2) " نزهة الفضلاء " (936/ 2).
(3) " نزهة الفضلاء " (2/ 936).
(4) " فيض القدير " (1/ 225). [5] وقد ذكر بعض المصنفين ضمن آداب المتعلم أنه يجلس بين يدي أستاذه (متأدبًا بسكون، =
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 219