اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 161
يُحدُّون إليه النظر تعظيمًا له "، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: " أي قوم! والَلّه! لقد وفدت على الملوك؛ وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله! إن رأيت ملِكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا) الحديث [1].
وفي نفس القصة أن عروة بن مسعود دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يحدثه، ويشير بيده إليه، حتى تمس لحيته، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده السيف، فقال له: " اقبض يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن لا ترجع إليك " فقبض يده عروةُ [2].
ورُوي أن عمر عمد إلى ميزابٍ للعباس على ممر الناس، فقلعه، فقال له: " أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي وضعه في مكانه "، فاقسم عمر: " لتصعدنَّ على ظهري، ولتضعنه موضعه " [3].
وعن أبي رزين قال: قيل للعباس: " أنت أكبرُ أو النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ " قال: " هو أكبر، وأنا ولدتُ قبله " [4].
ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، نزل على أبي أيوب، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السفل، ونزل أبو أيوب العلو، فلما أمسى، وبات؛ جعل أبو أيوب يذكر أنه على ظهر بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسفل منه، وهو بينه وبين الوحي، فجعل أبو أيوب لا ينام يحاذر أن يتناثر عليه الغبار، ويتحرك فيؤذيه، فلما أصبح غدا إلى [1] رواه البخاري (5/ 330 - فتح)، وأبو داود (2765)، وأحمد (4/ 323 - 331)، وانظر: " فتح الباري " (5/ 341). [2] رواه البخاري (5/ 330 - فتح)، وأبو داود (2765)، وأحمد (4/ 323 - 331)، وانظر: " فتح الباري " (5/ 341). [3] أخرجه أحمد (1/ 210)، وابن سعد (4/ 20)، وضعفه الشيخ أحمد شاكر لانقطاعه، رقم (1790) تحقيق " المسند ". [4] عزاه الهيثمي في " المجمع " (9/ 270) إلى الطبراني، وقال: " رجاله رجال الصحيح ".
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 161