responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 123
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: " لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحق بحسناتي ".
وقال أيضاً: (قلت لسفيان الثوري: " ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة! ما سمعته يغتاب عدوًا له "، قال: " والله هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها " [1].
فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفًا من ذلك.

السادس: شكر نعمة اللسان:
بأن يحمد الله على نعمة النطق التي حُرمها غيره، ويعلم أن من شكرها استعمالها في مرضاة المنعم عليه بها، الذي أسداها إليه ليعبده بها ويذكره ويشكره، لا ليخوض بها في أعراض الناس، ويستطيل بها على خلق الله تعالى، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وقال عز وجل: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] [2].
وقيل للحسن: " يا أبا سعيد: من أشد الناس صُراخًا يوم القيامة؟ "،
فقال: " رجل رُزق نعمة؛ فاستعان بها على معصية الله ".
أنالَكَ رزقَه لتقومَ فيه ... بطاعته وتشكرَ بعضَ حَقِّهْ
فلم تشكر لنعمته ولكن ... قَوِيتَ على معاصيه برزقهْ

(1) " مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة " لأبي المؤيد موفق المكي (1/ 190).
[2] أي تضعون التكذيب بالقرآن مكان شكر هذه النعمة، كقول القائل: " جعلتَ إحساني إليك إساءة منك إليَّ، وجعلت إنعامي لديك أن اتخذتني عدوًا ".
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست