responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 107
تقربه بها إِليك يوم القيامة ([1]) ").
(وهذا -أي الدعاء له- أحسن من إعلامه، فإن في إعلامه زيادة إيذاء له، فإنَّ تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ من تضرره بما لا يعلم، ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم أولاً، إذ النفوس لا تقف غالبًا عند العدل والإنصاف، فتبصر هذا، ففي إعلامه هذان الفسادان.
وفيه مفسدة ثالثة -ولو كانت بحق- وهو زوال ما بينهما من كمال الإلف والمحبة، أو تجدد القطيعة والبغضة، والله تعالى أمر بالجماعة، ونهى عن الفرقة، وهذه المفسدة قد تعظم في بعض المواضع أكثر من بعض، وليس في إعلامه فائدة إلا تمكينه من استيفاء حقه كما لو علم)، ثم بيَّن أن حقه هنا هو العقوبة أو الأخذ من الحسنات ما قال - صلى الله عليه وسلم -: " من كانت عنده مظلمة لأخيه " الحديث.
ثم قال: (وإذا كان فيعطيه في الدنيا حسنة بدل الحسنة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، فالدعاء له والاستغفار إحسان إليه، وكذلك الثناء عليه بدل الذم له، وهذا عام فيمن طعن علي شخص أو لعنه أو تكلم بما يؤذيه أمرًا أو خبرًا، بطريق الإفتاء أو التحضيض أو غير ذلك، فإن أعمال اللسان أعظم من أعمال اليد حيًا أو ميتًا، حتى لو كان ذلك بتأويل أو شبهة ثم بان له الخطأ، فإن كفارة ذلك أن يقابل الإساءة إليه بالإحسان، بالشهادة له بما فيه من الخير، والشفاعة له بالدعاء، فيكون الثناء بدل الطعن واللعن، ويدخل في هذا أنواع

[1] رواه مسلم رقم (2603) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ: (يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي، فقلت: " إِنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهورًا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة ").
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست