responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 346
ولهذا شدد الإسلام في عقوبة من ارتكب شيئا من هذه الموبقات نظرا لما تسببه من فساد مادي ومعنوي للمجتمعات المسلمة.
ونظرا لأنها تصطدم بمقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية، والتي اتفقت على صيانتها الأديان وأصحاب العقول السليمة.
فقد اتفقت دعوة الأنبياء على صيانة الدين والنفس والعقل والمال والعرض والنسب والمحافظة عليها، وارتكاب هذه الكبائر يتنافى مع صيانة هذه الكليات، كما أنه يتنافى مع تكريم الله تعالى للإنسان وتشريفه أن يعبد غير الله تعالى، فمن أشرك بالله تعالى وعبد غيره من المخلوقات فقد انحط عن مرتبة الإنسانية لأنه مخلوق لعبادة الله تعالى وحده، والكون كله مسخر لخدمته لكي يؤدي هذه المهمة العظيمة.
ومن أساسيات الدعوة الإسلامية إقامة مجتمع مسلم متماسك قوي يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ويعمر أرض الله تعالى وفق شريعته كما قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه: .... اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ {هود: 61}. ولا يمكن إقامة هذا المجتمع إذا كانت تنخر في جسمه الكبائر والموبقات. والله أعلم.
والمقصود هنا أنه قد يموت الوالد وأولاده صغار، فيتولى أمرهم آخر وربما أكل مالهم بغير حق أو أساء التصرف فيه فجاءت النصوص الشرعية تحرم ذلك تحريماً قاطعاً، لكي لا تضيع حقوقهم.
ويكفي قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساء
إن هذا المال. . نار. . وإنهم ليأكلون هذه النار. وإن مصيرهم لإلى النار فهي النار تشوي البطون وتشوي الجلود. هي النار من باطن وظاهر. هي النار مجسمة حتى لتكاد تحسها البطون والجلود وحتى لتكاد تراها العيون وهي تشوي البطون والجلود!
ولقد فعلت هذه النصوص القرآنية بإيحاءاتها العنيفة العميقة فعلها في نفوس المسلمين. خلصتها من رواسب الجاهلية. هزتها هزة عنيفة ألقت عنها هذه الرواسب. وأشاعت

اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست