اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 276
المبحثُ السادس والعشرون
الدفن في المكان المقدّر
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِجِنَازَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: فُلانٌ الْحَبَشِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ سِيقَ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي مِنْهَا خُلِقَ» رواه الحاكم (1)
وقال القرطبي: قال علماؤنا رحمة الله عليهم: فائدة هذا الباب تنبيه العبد على التيقظ للموت والاستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن المظلمة، وقضاء الدين، وإتيان الوصية بماله أو عليه في الحضر، فضلاً عن أوان الخروج عن وطنه إلى سفر، فإنه لا يدري أين كتبت منيته من بقاع الأرض.
وأنشد بعضهم:
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها
وأرزاق لنا متفرقات فمن لم تأته منا أتاها
ومن كتبت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها (2)
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: مَرَّ بِنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَحْفِرُ قَبْرًا فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُونَ؟ "، فَقُلْنَا: نَحْفِرُ قَبْرًا لِهَذَا الْأَسْوَدِ، فَقَالَ: " جَاءَتْ بِهِ مَنِيَّتُهُ إِلَى تُرْبَتِهِ "، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: تَدْرُونَ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لِمَ حَدَّثْتُكُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ لِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ خُلِقَا مِنْ تُرْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ (3)
(1) - 1/ 367 (1356) وهب (9542) والمجمع 3/ 42 (4226) وفضائل الصحابة (504) وهو حديث حس،.
(2) - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة - (ج 1 / ص 103)
(3) - برقم (5283) والمجمع (4227) وفيه ضعف
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 276