اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 260
قال صاحب الكشاف ما ملخصه: كان العرب إذا مات فيهم رجل خطير قالوا في تعظيم مهلكه: بكت عليه السماء والأرض وبكته الريح، وأظلمت له الشمس ..
قال جرير في رثاء عمر بن العزيز ([1]):
نَعَى النُّعاة أميرَ المُؤْمِنينَ لَنا ... يا خَيْرَ مَن حَجَّ بيتَ اللهِ واعْتَمَرا
حُمِّلْتَ أَمْراً عَظِيماً فاصْطَبْرتُ له ... وقُمْتُ فِيه بإِذْنِ اللهِ يا عُمَرا
الشَّمْسُ طالِعَةٌ ليسَتْ بكاسِفَةٍ ... تُبْكِي عليك، نُجُوَمَ الليلِ والقَمَرا
وقالت ليلى بنت طريف الخارجية، ترثى أخاها الوليد ([2]):
ألاَ قاتَل اللهُ الجُثا حيثُ أَضْمَرَتْ ... فَتىً كان للمَعْرُوِفِ غيرَ عَيُوفِ
خَفِيفٌ على ظَهْرِ الجَوادِ إذا عَدا ... ولَيْسَ على أَعْدائِهِ بخَفِيفِ
أيا شَجَرَ الخابُورِ مالَكَ مُورِقاً ... كأَنَّك لمْ تَحْزَنْ على ابنِ طَرِيفِ
فتىً لا يُحِبُّ الزَّادَ إلاّ مِن التُّقى ... ولا المالَ إلاّ مِن قَناً وسُيُوفِ
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل، مبالغة في وجوب الجزع والبكاء عليه ..
وفي الآية تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده، فيقال فيه: بكت عليه السماء والأرض. يعنى فما بكى عليهم أهل السماء والأرض، بل كانوا بهلاكهم مسرورين .. .
وقال الإمام أبن كثير: قوله: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ .. أى: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكى على فقدهم، ولا لهم بقاع في أرض عبدوا الله فيها ففقدتهم فلهذا استحقوا أن لا ينظروا ولا يؤخروا .. (3)
وقال الإِمام ابن كثير: قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء والأرض} أي: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم؛ فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم، وعتوهم وعنادهم. (4) [1] - الحماسة البصرية - (1/ 110) [2] - الحماسة البصرية - (1/ 94)
(3) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم-موافق للمطبوع - (13/ 128)
(4) - تفسير ابن كثير - (7/ 253)
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 260