responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 215
وصِفَةُ السَّخَاءِ وسمَاحَةُ النَّفسِ مَعَ الإسلاَمِ سَببٌ للتَّوفيق لحُسنِ الخاتمَةِ، َعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ. (1)
ومِن أَسبابِ حُسنِ الخاتمَة العَافِيةُ مِنَ البِدَعِ، فإنَّ ضَرَرَها كبِير وفَسادَها خَطيرٌ، والبِدعُ هي التي تفسِدُ القلوبَ وتهدِم الدّينَ وتنقُضُ الإسلامَ عُروةً عروةً، قال تَعَالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا [النساء: 69]، وَهَؤلاءِ المنعَمُ عَلَيهم مُبرَّؤونَ مِنَ البدَع كُلِّها.
ومِن أسبَابِ حُسنِ الخاتمَة الدُّعاءُ بذَلِك للنَّفسِ، قال اللهُ تَعَالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لاَ يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [2].
ودُعاء المسلِمِ لأخيهِ المسلِمِ بحُسنِ الخاتمةِ مُستَجَابٌ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ، قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ، وَلَكَ بِمِثْلٍ " [3].
فلنسعى إلى تحصِيلِ أَسبابِ حُسنِ الخاتمةِ ليوفِّقَنا الله إلى ذَلِك، ولنحذر أَسبابَ سوءِ الخاتمة؛ فإنَّ الخَاتمةَ السيِّئةَ هي المصِيبةُ العظمَى والدَّاهيَةُ الكبرى والكَسرُ الَّذي لا ينجَبِر والخُسران المبين والعياذُ بالله، فقَد كانَ السَّلَفُ الصالح يخافونَ مِن سوءِ الخاتمَةِ أشدَّ الخَوفِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ، لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: أَنَا عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ " " [4]، وقال ابنُ رجب: "وكان سفيانُ الثّوريّ يَشتَدّ قلقُه منَ السَّوابِقِ والخَواتمِ، فكان يبكِي ويقولُ:

(1) - المعجم الكبير للطبراني - (7/ 300) (7939) حسن
[2] - المستدرك للحاكم (1813) صحيح
[3] - صحيح ابن حبان - (3/ 269) (989) صحيح
[4] - السُّنَّةُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ (1086) صحيح
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست