responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 203
فمن وفَّقه الله لحُسنِ الخاتمةِ فقَد سعِد سعادةً لا يَشقَى بَعدَها أبدًا، ولاَ كَربَ عليه بعد ذلكَ التّوفيقِ، ومَن خُتِمَ لَه بسوءِ خاتمةٍ فقَد خسِرَ في دنياه وأُخرَاه.
وَالصّالحونَ تَعظُم عِنايَتُهم بالأعمَالِ الصالحةِ السّوابِقِ للخَاتمَة، كمَا أنَّهم يجتَهِدُونَ في طَلَبِ التَّوفِيقِ للخَاتمةِ الحَسَنَةِ، فيُحسِنون الأعمالَ، ويحسِنونَ الرَّجاءَ والظنَّ بالله تَعالى، ويُسيئُون الظنَّ بأنفسِهِم، كمَا قَالَ تَعَالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة: 218].
وَمَن صَدَق اللهَ في نِيّتِه وعَمِل بِسُنّةِ رَسولِ اللهِ واتَّبعَ هَديَ أَصحَابِه فقَد جَرَت سُنّةُ الله تَعالى أَن يختمَ له بخَيرٍ، وأَن يجعَلَ اللهُ عواقبَ أمورِه إلى خَيرٍ، قَالَ تَعَالى: إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف: 30]، وقال تَعَالى: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا وَلاَ هَضْمًا [طه: 112]، وَقَالَ تَعَالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة: 143].
وَأَسبَابُ التَّوفِيقِ إلى حُسنِ الخاتمةِ النِّيةُ الصَّالحةُ والإخلاَصُ لله تعالى؛ لأنَّ النيةَ الصَّالحةَ والإخلاصَ شُرطُ الأعمالِ المقبولةِ عندَ الله عز وجلّ. قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف.
ولحسن الخاتمة علامات، كل واحدة منها كافية بإذن الله في الاستبشار بحسن الخاتمة من غير جزم بذلك ([1]):
1 - النطق بالشهادة عند الموت، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " رواه الحاكم [2].

[1] - انظر موسوعة خطب المنبر - الإصدار الثاني - (1/ 4146) -حسن الخاتمة والتحذير من سوئها
الرقاق والأخلاق والآداب
[2] - المستدرك للحاكم (1299) صحيح
وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح: وَالْمُرَاد بِقَوْلِ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فِي هَذَا الْحَدِيث وَغَيْره كَلِمَتَا الشَّهَادَة، فَلَا يَرِد إِشْكَال تَرْك ذِكْر الرِّسَالَة. قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير: قَوْل لَا إِلَه إِلَّا اللَّه لَقَب جَرَى عَلَى النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ شَرْعًا اِنْتَهَى. عون المعبود - (7/ 100)
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست