اسم الکتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح المؤلف : العقيلي، سعود بن محمد الجزء : 1 صفحة : 97
تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» [1]. وأما إذا لم يكن فيها صور فقد صلى الصحابة في الكنيسة والله أعلم [2].
رابعا: تتبع آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء المكانية للدعاء:
مثل من يذهب إلى غار حراء أو غار ثور أو مكان مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مبرك ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - شرق البقيع أو زيارة الأماكن الأثرية التي تعود إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة كالذهاب إلى موضع بيعة العقبة الذي خلف منى أو إلى أماكن الغزوات إلا ما استثنى كأحد وقباء فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزورهما. أو يذهب إلى الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ليصلي فيه ويدعو أو يسافر إلى غير هذه الأمكنة من الجبال وغير الجبال التي يقال فيها مقامات الأنبياء أو غيرهم أو مشهد مبني على أثر نبي من الأنبياء.
ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعا مستحبا يثيب الله عليه لكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس بذلك ولكان علم أصحابه بذلك وكان أصحابه أعلم بذلك فلما لم يكونوا يلتفون إلى شيء من ذلك علم أنه من البدع المحدثة التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة فمن جعلها عبادة وقربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم وشرع من الدين ما لم يأذن به الله [3].
وعن معرور بن سيويد عن عمر رضي الله عنه قال: خرجنا معه في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر بـ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} و {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} فلما رجع من حجته رأى الناس
ابتدروا المسجد فقال: ما هذا؟ قالوا: مسجد صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: [1] البخاري، باب الصلاة في البيعة رقم 424 (1/ 167)، مسلم، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم 528 (1/ 375). [2] الفتاوى الكبرى (2/ 59). [3] انظر اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 804، 807).
اسم الکتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح المؤلف : العقيلي، سعود بن محمد الجزء : 1 صفحة : 97