اسم الکتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح المؤلف : العقيلي، سعود بن محمد الجزء : 1 صفحة : 94
فهو - صلى الله عليه وسلم - وهو في ذلك الغم وتلك الشدة العظيمة ونزول سكرات الموت به لم يغفل –وهو في تلك الحال- تحذير الأمة من وسيلة من وسائل الشرك وتوجيه اللعن والدعاء على اليهود والنصارى بلعنة الله لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. فالمكان المتخذ مسجدا إنما يقصد فيه عبادة الله وحده ودعاؤه لا دعاء المخلوقين فحرم - صلى الله عليه وسلم - أن نتخذ قبورهم مساجد تقصد الصلاة فيها كما تقصد المساجد وإن كان القاصد لذلك إنما يقصد عبادة الله وحده لأن ذلك ذريعة إلى أن يقصد المسجد لأجل صاحب القبر ودعائه والدعاء به والدعاء عنده) [1].
وهذا كله فيمن لم يقصد الدعاء في تلك المساجد لأجل صاحب القبر أما إن قصدها لأجل القبر تبركا به معتقدا أن الدعاء عنده أفضل من الدعاء في المساجد المجردة عن القبور فهو عين المشاقة والمحادة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - [2].
ثالثا: الدعاء في الكنائس:
إن الكنائس هي بقاع يكرهها الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وهي بيوت لشياطين الإنس والجن لما يقع فيها من الكفر بالله ورسوله والشرح بل وتنطلق منها المؤامرات والدسائس لمحادة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. ولما فيها من التصاوير والتماثيل فكيف يستقيم دعاء المؤمن لربه والحالة هذه.
وقد ورد النهي عن الصلاة في مسجد الضرار قال تعالى: {لَا تَقُمْ
فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ
تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108]، وكذلك النهي عن الذبح لله في
مكان يُذبح فيه لغير الله أو كان يذبح فيه لغير الله لحديث ثابت بن [1] التوسل والوسيلة (1/ 2). [2] الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب للألباني، طبعة دار غراس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.
اسم الکتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح المؤلف : العقيلي، سعود بن محمد الجزء : 1 صفحة : 94