responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البواكير المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 215
هلك من هلك وشقي من شقي، وتطلع الناس إليهم ينتظرون ما يكون منهم، والتفّوا حولهم ينافقون لهم كما يريدون، صعدوا على أكتافهم فوثبوا على الكراسي، ولكنهم وثبوا وهم يخطبون خطبة الانتصار للأمة وذم أصحاب الكراسي!
* * *
دع السياسة، تعال معي، ابتعد عن الوادي؛ إن رائحة التدجيل والنفاق لا تزال تملأ الجو.
لنبتعد حتى ينقطع آخر صدى، وحتى لا تسمع رنة واحدة من صيحات الغلمان المجانين وخطب الزعماء الزائفين ومقالات الصحفيين الدجالين، ثم افتح كتابك واقرأ. اقرأ، اقرأ ... أريد أن أسمع أقوال الفلاسفة والعلماء، أريد أن أعاشر الأذكياء والعقلاء، فإني قد مللت السياسة ولغة السياسة ورجال السياسة!
إني قد سئمت هذه الكلمات المكررة المعادة: «الأمة معنا»، «الشعب يؤيدنا»، «الرأي العام»، «الوطن»، «الإخلاص» ... كلمات متباينة، ولكن معناها واحد، هو «الكذب»!
* * *
ها لقد وصلنا، لقد بلغنا شقة عالية تتبدد فيها أصوات الحمقى الذين يشتموننا، فتضيع قبل أن تبلغ أقدامنا. فلنجلس إذن، ولنفتح عيوننا للنور فحسبها هذا الظلام، وآذانَنا لنغمات الطبيعة الصادقة، يكفيها ما سمعت من هراء وتدجيل.
* * *

اسم الکتاب : البواكير المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست