اسم الکتاب : التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها المؤلف : سليمان الأشقر، عمر الجزء : 1 صفحة : 168
ي - وعن شيخ من أهل الشام قال: لما مات عمر بن عبد العزيز كان استودع مولىً له سفطاً [1] يكون عنده، فجاؤوه فقالوا: السفط الذي كان استودعك عمر؟ قال: ما لكم فيه خير، فأبوا حتى رفعوا ذلك إلى يزيد بن عبد الملك، فدعا بالسفط، ودعا بني أمية، وقال: خيركم هذا فقد وجدنا له سفطاً وديعة قد استودعها: ففتحوه، فإذا فيه مقطَّعات من مسوح كان يلبسها بالليل.
ك - عن عبد السلام مولى مسلمة بن عبد الملك قال: بكى عمر بن عبد العزيز، فبكت فاطمة، فبكى أهل الدار، لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلّت عنهم العبرة، قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين ممَّ بكيت.؟ قال: ذكرت منصرف القوم من بين يدي الله عز وجل، فريقٌ في الجنة، وفريق في السعير، ثم صرخ وغشي عليه.
ل - وعن زياد بن أبي زياد المديني قال: أرسلني ابن عامر بن أبي ربيعة إلى عمر ابن عبد العزيز في حوائج له، فدخلت عليه وعنده كاتب يكتب، فقلت: السلام عليكم، فقال: وعليك السلام، ثم انتبهت، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: يا بن أبي زياد، إننا لسنا ننكر الأولى التي قلت، والكاتب يقرأ عليه مظالم جاءت من البصرة، فقال لي: اجلس، فجلست على أسكفَّة الباب [2]، وهو يقرأ وعمر يتنفس صعداً [3]، فلما فرغ أخرج من كان في البيت حتى وصيفاً كان فيه، ثم قام يمشي إليّ حتى جلس بين يديّ، [1] السفط: وعاء كالقفة. [2] خشبة الباب التي يوطأ عليها. [3] صعداً: شديداً.
اسم الکتاب : التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها المؤلف : سليمان الأشقر، عمر الجزء : 1 صفحة : 168