اسم الکتاب : التنازع والتوازن في حياة المسلم المؤلف : الشريف، محمد بن موسى الجزء : 1 صفحة : 56
لغزو بعض القلوب الصَّدئة ونحو ذلك.
ويحسن بالدعاة ألا يتأثروا من قلة زيارة إخوانهم لهم؛ إذ المعيار هو الأخوّة وتقارب القلوب, وليس الدليل على المحبة كثرة الزيارة, فقد جاء يوسف القاضي [1] إلى الإمام إبراهيم الحربي [2] فقال له:
يا أبا إسحاق, لو جئناك على مقدار واجب حقِّك لكانت أوقاتنا كلها عندك. فقال:
((ليس كل غيبة جفوة, ولا كل لقاء مودة, وإنما هو تقارب القلوب)) [3].
خامساً: التوازن في الحرص على الناس:
بعض الدعاة بسبب كثرة مخالطته للناس ومعرفته بمشاكلهم قد يضعف شعوره بمشاكلهم وتجاوبه معها, وبعض الدعاة على العكس من ذلك يكاد يتمزق كلما سمع مشكلة أو رأى منكراً, والمطلوب التوازن. [1] لعله يوسف بن يعقوب بن إسماعيل, الإمام الحافظ المتوفى سنة 297 كما في ((سير أعلام النبلاء)): 14/ 86. [2] الشيخ الإمام, الحافظ العلامة, شيخ الإسلام, أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي الحربي, صاحب التصانيف, ولد سنة 198. كان إماماً في العلم, رأساً في الزهد, عارفاً بالفقه, بصيراً بالأحكام, حافظاً للحديث, مميزاً للعلة, صنف كتباً كثيرة, توفي سنة 258 رحمه الله تعالى.= انظر ((سير أعلام النبلاء)): 13/ 356. [3] المصدر السابق: 2/ 982.
اسم الکتاب : التنازع والتوازن في حياة المسلم المؤلف : الشريف، محمد بن موسى الجزء : 1 صفحة : 56