اسم الکتاب : التنازع والتوازن في حياة المسلم المؤلف : الشريف، محمد بن موسى الجزء : 1 صفحة : 34
بين الحقوق المختلفة يضعف عن إكمال مسيرته.
وقد يقول قائل: إن السلف كانوا يطلبون العلم ولا يفكرون في غيره من الأمور المذكورة, وأقول لمن يقول ذلك: هات نساء كنساء السلف, وهات معيشة كمعيشتهم, ثمّ يصح لك بعد ذلك قياسك.
وهاك أمثلةً توضح مدى انشغال طالب العلم به, فقد قال سفيان بن عيينة [1] رحمه الله تعالى:
((لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده)) [2].
أي أشقاهم بكثرة انشغاله عنهم, وانشغاله عن طلب الرزق.
وسأل رحمه الله رجلاً: ((ما حرفتك))؟
قال: طلب الحديث.
فقال له: ((بشِّر أهلك بالإفلاس)) (3)
أي أنه لأجل حرفته هذه لن يطلب عملاً دنيوياً يُغني به أهله.
وقالت بنت أخت الزبير بن بكار [4] لزوجه:
((خالي خير رجل لأهل لا يتخذ ضَرَّة ولا سُرِّية [5] , فقالت المرأة: والله [1] الإمام سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي, أبو محمد الكوفي ثم المكي, ثقة حافظ, فقيه إمام حجة, توفي سنة 198 وله 91 سنة, انظر ((التقريب)): 245. [2] ((نزهة الفضلاء)): 2/ 671.
(3) ((نزهة الفضلاء)): 2/ 671. [4] العلامة الحافظ, النسابة, قاضي مكة وعالمها, أبو عبد الله بكار بن عبد الله القرشي الأسدي الزبيدي. ولد سنة 172. وتوفي بمكة سنة 256 رحمه الله تعالى. انظر ((سير أعلام النبلاء)): 12/ 311 - 315. [5] أي الجارية المتخذة للتسري وهو الجماع.
اسم الکتاب : التنازع والتوازن في حياة المسلم المؤلف : الشريف، محمد بن موسى الجزء : 1 صفحة : 34