الفصل الثاني
هل الجنة والنار موجودتان؟ وأين مكانهما؟ المبحث الأول: إثبات وجود الجنة والنار:
من ذلك حديث أنس - رضي الله عنه - عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -[في قصة الإسراء]: ((ثم انطلق بي جبريل حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي، قال: ثم دخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ [1] اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك)) [2].
[وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَمّا خلق الله الجنة والنار أرسل جبرائيل إلى الجنة، فقال: انظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فجاء فنظر إليها، وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ... ثم قال: اذهب إلى النار فانظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضاً .. ] [3]. [1] الجنابذ: هي القباب، واحدتها جنبذة، ووقع في كتاب الأنبياء من صحيح البخاري كذلك، وفي هذا الحديث دلالة لمذهب أهل السنة والجماعة: أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن الجنة في السماء. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 579. [2] متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، برقم 349، وكتاب الأنبياء، برقم 3342، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات، برقم 162. [3] الترمذي، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في أن الجنة حفّت بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات، برقم 2560، والنسائي، كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله، برقم 3772، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 20، وفي صحيح النسائي، 3/ 5.