وهذا الاستقبال صرف للوجه عن سائر الجهات، والاتجاه إلى جهة بيت الله العتيق، وينبغي أن يرافق هذا الصرفَ صَرفُ القلب عن سائر الأمور إلى الله عز وجل، فلا ينصرف إلا لله.
ولا يليق بالمسلم أن يكون وجهه مصروفاً إلى الكعبة ويكون قلبه متعلقاً بالدنيا وشهواتها ومنافعها.
وأنا أعلم أن هذا مطلب غير يسير؛ لضعف الإنسان، وسيطرة ضرورات الحياة عليه، ولكن السعي إلى هذا المقصد مطلوب، وانظر معي إلى هذا الحديث الذي مرّ بنا آنفاً: عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ انْصَرَفَ عَنْهُ» [1]. [1] سبق تخريجه.