اسم الکتاب : الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 284
قوله: ((أنت نور السموات والأرض)) أي: أنَّ كل شيء استنار منها واستضاء فبقدرتك، وأضاف النور إلى السموات والأرض للدلالة على سعة إشراقه، وفشو ضيائه، وعلى هذا فسر قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [1].
وقد ثبت أن الله تعالى سمى نفسه: ((نور السموات والأرض)) بالكتاب والسنة، وقد ورد في الكتاب على صيغة الإضافة، وفي الحديث الصحيح [2] الذي جاء عن أبي ذر - رضي الله عنه - من غير إضافة، وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نور أنَّى أراه)) حين سأله أبو ذر - رضي الله عنه -: ((هل رأيت ربك؟)).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نور أنَّى أراه)) معناه: حجابه نور، فكيف أراه، وقد فسر ذلك الحديث الآخر الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور))، وفي رواية: ((النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) [3]. فاسم النور بدون إضافة يحتاج إلى دليل، أما القرآن فقد جاء مضافاً {نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}. [1] سورة النور, الآية: 35. [2] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله - عليه السلام -: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً، برقم 178. [3] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله - عليه السلام -: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً، برقم 179.
اسم الکتاب : الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 284