responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 270
لربِّه تعالى، حيث جعل العبد أشرف أعضائه وأعزّها عليه، وأعلاها عليه، حقيقة أوضع ما يمكنه، فيضعه في التراب مُتعفِّراً، ويتبع ذلك انكسار القلب، وتواضعه, وخشوعه لله - عز وجل -؛ ولهذا كان جزاء المؤمن إذا فعل ذلك أن يقرِّبه الله - عز وجل - إليه؛ فإن ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)) [1]، كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والسجود أيضاً مما كان يأنفه المشركون المستكبرون عن عبادة الله - عز وجل -، وكان بعضهم يقول: أكره أن أسجد فتعلوني استي، وبعضهم يأخذ كفاً من حصىً فيرفعه إلى جبهته، ويكتفي بذلك عن السجود، وإبليس إنما طرده الله لمّا استكبر عن السجود، لمن أمره الله بالسجود له [2].
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: ((السجود: أصله التطامن والتذلّل، وجُعل ذلك عبارة عن التذلّل لله وعبادته.
وهو عام في الإنسان، والحيوان، والجمادات، وذلك ضربان:
سجود باختيار، وليس ذلك إلا للإنسان، وبه يستحق الثواب.
وسجود تسخير وهو: للإنسان، والحيوان، والنبات)) [3].
وسجود التسخير يعم كل شيء {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [4].

[1] مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع أو السجود، برقم 482.
[2] انظر: الخشوع في الصلاة لابن رجب، ص26.
[3] مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، ص396.
[4] سورة النحل، الآية: 49.
اسم الکتاب : الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست