اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 61
كالطير، ثم كأجاود الخيل والركاب، تجري بهم أعمالهم. ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: اللهم سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد وحتى إن الرجل لا يستطيع أن يمر إلا زحفا. وعلى جنبتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت بأخذه. فناج مسلم، ومكردس في النار. والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا. والله لتملأن 1".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [2]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة أيضا
الحمد لله الكريم المنان، العزيز ذي السلطان، خلق الإنسان من تراب ثم قال له: كن، فكان. يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويصل ويقطع، ويشتت ويجمع، كل يوم هو في شأن. يجيب المضطر إذا دعاه، ويغفر للمسيء إذا تاب ما أتاه. ويجبر المنكسر إذا لاذ بحماه. ينْزل كل ليلة
1 رواه مسلم في كتاب الإيمان (1:187) بلفظ قريب منه , وهو جزء من حديث طويل. [2] سورة مريم آية: 68-69-70-71-72.
اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 61