اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 58
كثيرا.
أما بعد فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى. ولا تجعلوا الدنيا أكبر همكم ومبلغ علمكم. واعتبروا بمن مضى قبلكم من الأمم الخالية، أهل المراتب العالية، كيف طحنتهم الدنيا طحن الحصيد، وأسكنتهم بعد القصور بطن الصعيد. سبقونا بتقضي الأعمار، ونحن على الآثار. فرحم الله امرأ لم يجعل الدنيا على باله، واشتغل بالآخرة فكانت أهم اشتغاله. واستعدوا رحمكم الله للموت وأعماله، والقبر وأهواله، والملك وسؤاله، والرب وجلاله، وهل يعطى كتابه بيمينه أو بشماله، وهل يدعى إلى النعيم وظلاله، أم إلى الجحيم وأغلاله. والله يقول وأصدق القول مقاله:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [1]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. خطبة أيضا
الحمد لله الذي أذهب البأس، ووهب لباس التقوى فهو خير لباس. صدقت مواعيده فما توالت كالأنفاس. وسبقت رحمته غضبه فالرجا للعبد خير من اليأس. تفرد في وحدانيته فلا شك فيها ولا التباس. ومن آياته أن خلق وصور، وشق السمع والبصر وجميع الإحساس. فسبحان رب الناس، ملك الناس، إله الناس. أحمده سبحانه، وحمده عنوان السعادة. وأشكره وعلى الشكر وعد الزيادة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك [1] سورة النازعات آية: 37-38-39-40-41.
اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 58